المقدمه :
بسم الله وحده والصلاة على من لا نبي بعده,,
أما بعد :
المستقبل..كلمة لذيذة ومقلقة في الوفت نفسه,لأنها تحمل الأمل والتوتر في آن واحد.تحمل الأمل في ظروف أفضل وحالة أفضل,فالمستقبل هو الأمل والأمل هو المستقبل,إذ إنهما كلمتان في كلمة,أو شقان متكاملان من وحدة واحدة.ويعني المستقبل ايضاً التوتر والقلق لأنه عبارة عن خيارات واحتمالات لاندري أيها يحكم عليه بالوجود وأيها يحكم عليه بالعدم,وتلك كانت المعضلة التي أقام عليها فلاسفة الوجودية فكرة القلق المرافق لأي حياة إنسانية.إلا أن هذا القلق وتلك الحيرة المرافقة للإحساس بالمستقبل,بخياراته واحتمالاته,هما جوهر الحرية الإنسانية التي عليها أن تختار وعليها أن تنتقي وفق إرادة معينة ومن ثم تحمل مسؤولية ذلك الخيار.إنها المسؤولية البشرية النابعة من الحرية نفسها والقائمة عليها.أن تكون حراً يعني أن تكون قادراً على الاختيار مريداً للانتقاء,وبعد ذلك مسؤولاً أمام نفسك والاخرين (سواء أكانت هذه النفس ذاتاً خاصة أم عامة,وسواء أكان الآخرون أفراداً أم جماعات) عن نتائج هذا الاختيار وذاك الانتقاء.